للسيّد
الشريف الحسني قدس الله سرّه
آمنةٌ وعروق القلب تضطرم ** فكلما رمت غزلا إرعوى القلم
يؤزني الوجد والشّعور يخنقني ** ياليت شعري وهل تفي لها الكلم
أمّ الحبيب وما أدراك من نجلها ** من أنجبت سيّدا دانت له الأمم
أبرك بها سببا للكلّ واسطة ** لولا سناها لما تقشّعت ظلم
حصن القداسة لا ينفك يعصمها ** ودونه الطمس والغيوب تلتحم
فالنّور في قلبها والسّر في بطنها ** والقدس في روحها من حيث لا نعلم
ومن درى ما سرى إليها من مدد ** حيث النبوّة في الأحشاء تلتطم
ومن درى ما جرى هناك بينهما ** أقدس به ملتقى مخدعه الرحم
فأين أمّ المسيح من فخامتها ** فتلك بنت الكرام وابنها الكرم
الحسن والمجد منقوش على شسعها ** ومذ ألست بربكم لها قدم
هاتيك أمّ الهدى إن كنت جاهلها ** بسرّها دورة الأفلاك تنتظم
تلك التي تعرف البطحاء وطأتها ** والبيت يعرفها والحلّ والحرم
كانت محمّدة تجوب بين الورى ** ناهيك أنّه منها عصب ودم
موصولة بعظيم الجاه حرمتها ** ومن تعدّى فإنّ الرب منتقم