كان المرقد الشريف لسيّدنا
عبدالله عليه السلام من الآثار المعروفة في المدينة المنورة ، وهو
يقع خارج البقيع ، بمكان يسمى ( دار النابغة ) وبعدها صار يسمى (ضريح والد
النبي ) حيث كان محلاًّ للزائرين حتى عام (1976م) فبعد أن كان بناءً مشيداً ضمّ
الجسد الطاهر الشّريف، كما ذكرته كتب السير والتاريخ ، تمّت إزالته بحجّة
توسيع المسجد النبوي ، فلم يبقَ أيُّ أثر له اليوم .
ودار النابغة هذه هي بيت
تقع بين بيوت قبيلة بني النّجار في المدينة المنوّرة، في الطرف الغربي لمسجد النبوي ،
وكانت تلك الدار لشخص من القبيلة نفسها يُدعى «النابغة» . وقدنزل بها سيّدناعبدالله عليه السلام ، أثناء رجوعه من رحلة الشام;
لِما كانت تربط بين السيّدة آمنة زوجته ،وبني النجار من وشائج وروابط عائلية . وحدث أن مرض عبدالله
عندهم فتوفي إثر ذلك ، فووريَ جسده الطاهر الثرى في تلك الدار، كما كان
متعارفاً في ذلك الزمان .
ولمّا سافر الحبيب صلى
الله عليه وآله مع والدته الكريمة ،
وهو في سنّ السادسة لزيارة أهلها وقومها، من بني النجار في المدينة ، نزلا
عندهم كما فعل أبوه عبدالله من قبل ، وأقاما في نفس الدار شهراً كاملا .
وبسبب زيارة الحبيب صلى
الله عليه وآله لتلك الدار في الهجرة ،
وصلاته عند قبر والده الكريم في بعض الأحيان ، دُعيت تلك الدار بـ
«مسجد دار النابغة» .
وكان هذا المزار مشهورا
بين أهل المدينة ، وله أهميّة بالغة عند العام والخاص ، وقد نصب بعض السلاطين
العثمانيين على القبر ضريحا ، وبني له محرابا للصلاة .
ولكن لمّا جاءت حملات
الوهابية على الآثار النبوية ، قاموا بتخريب وطمس هذه الدار ، بدعوى توسعة ساحة
المسجد النبوي الشريف ، فالضريح اليوم وللأسف لا ندري أين هو؟! ألا يزال تحت بلاط
الساحات ، أم نبش ورمي مع الهدم .
بل وطمسوا معها تاريخه
، حتى لا تكاد تجد اليوم من علماء الأمة، من يعرف مكان الضريح الشريف ، فضلا عن
عامة الناس .
أقوال المؤرخين :
يقول الواقدي (توفي
230هـ ) عن عبدالله بن عبدالمطلب ووفاته في المدينة ما يلي :«ودُفِنَ
في دار النابغة ، وهو رجلٌ من بني عديّ بن النّجار . . . .
وقال ابن شبّة (توفي
262هـ ): «قبر عبدالله بن عبدالمطّلب في دار النابغة.
ونقل ابن شبة كذلك عن
كتاب «تاريخ المدينة» لعبدالعزيز الذي كان معاصراً لسنة (95هـ ) قوله :
«أنّه عُرِّف ودُلَّ على المكان الدقيق لقبر عبدالله والذي يقع في مستهل الدخول
الى دار النابغة على يسار الداخل إليها .
وقال الطبري (توفي
310هـ ) : «ودفِنَ في دار النابغة في الدّار الصّغرى ، إذا دخلت الدار
عن يسارك، ليس بين أصحابنا في ذلك اختلافآ .
وقال علي حافظ وهو كاتب
من أهل المدينة ، حيث كتب في ذيل كتابه الموسوم بـ «قبر والد النبيّ صلى الله عليه وآله » : «ودُفِنَ في المدينة المنوّرة وقبره معروف لدى أهل المدينة بزقاق
الطّوال .
ويقول إبراهيم رفعت
باشا المصريّ : «من الأضرحة التي في خارج البقيع ، ضريحٌ لعبدالله بن
عبدالمطلب والد النبيّ وهو بداخل المدينة.