Ads 468x60px

Social Icons

Social Icons

( المزار الشّريف )



قال الإمام مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي في (المغانم المطابة في معالم طابة )
الأَبْواء، بالفتح، وسكونِ المُوَحَّدةِ تحتُ، وفتحِ الواوِ، وبعده ألفٌ ممدودةٌ، فعْلاءُ، من الأبوَّةِ. أو: أفعال، جمع بَوٍّ: الجلد يُحْشَى لِتَرْأَمَهُ الناقةُ، فتَدِرَّ عليه إذا ماتَ ولدُها. أو جمع بُوىً، إلا أن تسمية الأسماء بالمفرد أولى؛ ليكون مساوياً لما سُمِّي به، ففعلاء أشبه، مع أنك لو جعلته جمعاً لاحتجت إلى تقدير واحده.
وسُئل كُثَيِّرٌ الشاعرُ: لم سُمِّيَتْ الأبواءُ الأبْوَاءَ؟ فقال: لأنهم تَبَوَّؤُوها منْزلاً.
وهي قرية من أعمال الفُرْع، من المدينة، بينها وبين الجُحْفة مما يلي المدينة ثلاثةٌ وعشرون ميلاً، فتكون الأبواء على خمسةِ أيام من المدينة.
وقيل: الأبواء جبل عن يمين آرة ، ويمين الطريق للمُصْعِد إلى مكة من المدينة، وهناك بلدٌ ينسب إلى هذا الجبل، وقد جاءَ ذكره في حديث الصَّعْب بن جَثَّامة، وغيره.
وقال السُّكَّري: الأبواء جبل شامخ ليس به شيء من النبات غير الخَزَم والبَشَام، وهو لخُزَاعة وضَمْرة.
قال ابنُ قيْسِ الرُّقيَّات:
فَمِنىً فالجِمارُ منْ عبدِ شَمْسٍ **مُقْفِرَاتٌ، فَبَلْدَحٌ، فَحِراءُ
فالخيامُ التي بِعُسْفان أقْوَتْ **من سُلَيْمَى، فالقَاعُ، فالأبْواءُ
وبالأبواءِ قبرُ آمنة بنتِ وَهْب، أُمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان السبب في مدفنها هناك: أن عبد الله والدَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم كان خرج إلى المدينة يمتار تمراً، فمات بالمدينة، وكانت زوجته آمنةُ بنْتُ وَهْب ابنِ عبد مناف بن زُهْرة بن كلاب بن مُرَّةَ بن كعب بن لؤي بن غالب تخرج في كل عام إلى المدينة، تزور قبره، فلما أتى لرسول الله صلى الله عليه وسلم سِتُّ سنين خرجَتْ زائرةً لقبره، معها عبد المطلب، وأُمُّ أيمن حاضنةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها.
ويقال: إن أبا طالب زار أخواله بني النجار بالمدينة، وحمل معه آمنةَ بنت وهب أُمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجع منصرفاً إلى مكة ماتت آمنةُ بالأَبْواء.