رداً على اللحيدان في قبر الأبواء

للشيخ عبيد السيد حفظه الله خطيب جامع التنظبية في الأبواء ورئيس لجنة التنمية والمشرف العام على موقع أهدلي كوم

ولا أحب أن أحرر الرد على مقال الشيخ سعد اللحيدان في مسألة قبر الأبواء لباكستانية وليس لأم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يحصل لبس في الكلام .

1ـ في المقالة الأخيرة يقول الشيخ: ( إن القبر الموجود حاليا في الأبواء على طريق رابغ إنما هو قبر آمنة بنت أحمد شاه مسعود، وهي باكستانية دفنت منذ 128 عاما في ذلك المكان.

لافتا إلى أنها كانت ثرية وصالحة وتقية، ودفنت قبل انفصال الهند عن باكستان.
وفي المقالة القديمةالتي نشرت في المجلة الثقافية التابعة لجريدة الجزيرة السعودية تحت اسم ( مُعجم موازين اللغة ) بتاريخ / الأثنين 2 ,ربيع الأول 1429 العدد / 238.
يقول (وفي القرن الرابع الهجري) قدم أُناس من.. العراق.. من مجوس فارس أسلموا نفاقا، وعلى جانب عظيم من(الدهاء.. وسعة الحيلة)، وسعوا حثيثا لجعل قبر آمنة في الأبواء قرب رابغ بدل كونه قرب عسفان تحت جبل هناك في الطريق إلى المدينة، ثم إنهم ألَّبُوا العامة من العابرين والسُذَّج أن قبر (آمنة بنت وهب) هو هذا وليس الذي في عسفان، فصدقوهم لما رأوا عليهم من سيما التصوف والزهد وكثرة التحلق.
وأقول ياشيخ سعد: من أين استقيت هذه الروايات التي خفيت علينا جميعا أهل الأبواء ولم نسمع بها قط وحتى أصحاب التخصص التاريخي الدقيق من أهلها لا يعلمون بها ؟وخاصة قريبة العهد وتاريخ الأبواء قبل 200 سنه موثق لدينا وأهل الأبواء أدرى بشعابها. هذا فضلا عن بقية أهل العلم الذين يشاركوننا الاستغراب لهاتين الروايتين!

وأقول أي القولين ترجَّح لديك الأول الذي في القرن الرابع أم الأخير الذي قبل 128عاما
وليس بين المقالتين سوى عام واحد !

2 ـ تقول: أن آمنة بنت وهب حينما رغبت أن تزور أخوال النبي صلى الله عليه وسلم من بني النجار في المدينة وكان عمره ستة أعوام سلكت طريق الجموم، فلما وصلت إلى هناك اشتد عليها المرض، وتوفيت عند جبل يسمى الأبوة قرب هذيل في عسفان، ودفنت تحت ذلك الجبل الصغير المسمى الأبوة، ولكن العوام فيما بعد سموه الأبواء.

مشيرا إلى أن قبر آمنة بنت وهب موجود هناك ما بين الجموم وبين عسفان أي عند قبيلة هذيل، وهذا الذي ثبت فيه النص بالأسانيد الموثقة.

وأقول يا شيخ سعد كل كتب السنة والسير المعتبرة عند أهل السنة والجماعة مجمعة على أن قبر آمنة أم النبي عليه الصلاة والسلام بالأبواء البلدة الواقعة بين مكة والمدينة وقرب رابغ اليوم وهذا مستفيض ولا يعرف لهم مخالف معتبر .
كما أن كل معاجم اللغة ومعاجم البلدان المعتبرة أيضا لم تذكر غير الأبواء البلدة المعروفة تاريخيا كما أسلفنا.

ولسنا بصدد سرد الاستدلالات لهذا أو ذاك فلا نحتاج لإيضاح الواضحات وكما قال الشاعر:

وليس يصح في الأذهان شيء =إذا أحتاج النهار إلى دليل

بعد هذا لدي يا شيخ سعد بعض الاستفسارات المنهجية:

الأول : هل ترى أن أقوالك التي أوردتها في المقالتين السابقتين دون الإشارة ولو بطرف خفي لمصادرك هل ترى أنها تقف في وجه المستقر الثابت لدى الجميع الذي بينته آنفا و إذا كان الجواب بنعم فهل ترى أنها مقنعة منهجيا للمبتدئين فضلا عن الملهمين الذين أشرت إليهم في كلامك وهل يحق لهم أن يعتبروها من بديهيات البحث العلمي ثم تقول : (وهذا الذي ثبت فيه النص بالأسانيد الموثقة(
أقول هلاَّ أطلعتنا على النصوص الثابتة هذه والأسانيد الموثقة التي تنسف كل كلام السابقين المستفيض.

في ختام كلامك يا شيخ أعربت عن أملك في الكثير من المتخصصين سواء الباحثين أو المحققين والمخرجين والمصححين من الموهوبين والملهمين، ومن العلماء بأن يدققوا النظر في هذه المسالة، فلا يخلطوا بين قبري آمنة بنت وهب الأسدي أم النبي الذي في الأبواء، وبين آمنة بنت أحمد شاه الموجودة في الأبواء قرب رابغ.
أقول ياشيخ هي آمنة واحدة وقرشية ليست باكستانية أو عراقية! وأبواء واحدة لا عسفانية أو هذلية! هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر جريدة عكاظ (ملحق الدين والحياة)العدد15545 الخميس 22/3/1430هـ ص 39